russo
تاريخ روما
روما واحدة من أكبر المدن الهامة والقديمة في التاريخ, قامت بدور مهم في تاريخ الحضارة والثقافة الإنسانية, حيث تختلط الوقائع مع الأساطير في توثيق نشأتها وتاريخها.
فبحسب الأساطير, إنّ الإله مارس (إله الحرب عند قدماء الرومان) اتحد مع ريّا سيلفيا وأنجبا التوأمين رومو و رومولو (ريموس ورومولوس) ولكّن عمهما قام بإلقائهما في نهر التيفيري للتخلص منهما, ولكن ولحسن الحظ وجدتهما ذئبة وقامت بإرضاعهما إلى أن أصبحوا فتيان وعند بلوغهم سن الرشد قاموا بالإنتقام من عمهم والتخلص منه. ,وقاما بتنصيب جدّهما ملكاً شرعيّا. ومن بعدها شرّع التوأمان ببناء مدينة في المنطقة التي ولدا فيها, ومن ثمّ نشأ خلاف حاد بينهما وفي لحظة غضب قام رومولو بقتل أخوه رومو وأطلق اسم روما على المدينة ونصّب نفسه أول ملك عليها وحرّم حمل السلاح فيها وكان ذلك في 21 ابريل عام 753 قبل الميلاد.
وفي الواقع نشأت مدينة روما بالفعل في الألف الأول قبل الميلاد وكانت قرية صغيرة ثمّ بدأت بالتوسع والتطور وأصبحت مدينة كبيرة ومنظمة ولها جيش قوي ومنظم واتبعو في ذلك بنظام سياسي قوي ومتماسك و كان لمجلس الشيوخ صلاحيات كبيرة وهامة وكانت تؤهلها لاتخاذ القرارات الهامة وتحد من سلطة الأباطرة, وهذا مكّنها من التوسّع السريع ونشرسيطرتها على معظم دول أوروبّا, وبلغت الامبراطورية الرومانية ذروة اتساعها, في القرن الثاني الميلادي.ولتشمل أيضاً كل الأراضي المطلة على البحر الأبيض المتوسط وأطلق الرومان على البحر المتوسط اسم بحرنا, ولتمتد من ضفاف نهر الفرات في الشرق ولتصل إلى المحيط الأطلسي في الغرب. وحيث نجد إلى وقتنا هذا آثارهم الهامّة والمشهورة في كافة أنحاء الامبراطورية الرومانية, ولقد اشتهرت الامبراطورية الرومانية إلى جانب قوتها العسكرية بالأعمال الهندسية والمعمارية والفنية والتنظيم الإداري والإجتماعي. حيث توجد إلى الآن الصروح المعمارية الضخمة والهامة جداً شاهدة على إبداعاتهم. واستعانوا أيضاً بمعماريين من كل أنحاء الامبراطورية, ونرى أعمال معمارية هامة دخلت فيها كل الفنون المعمارية الموجودة في كل أنحاء الامبراطورية من إغريقية ومصرية .
وفي فترة العصور الوسطى ولللأسف الشديد, الكثير من الأبنية والهامة منها تعرض للدمار والتخريب, وتم سرقة مكوناتها وأحجارها وأعمدتها واستخدامها في بناء الكنائس والبيوت.
ومن ثم لتصبح عاصمة المسيحية والقلب الروحي للكنيسة الكاتوليكية الرومانية, وهذا أدّى إلى ظهور العديد من الكاتدرائيات والكنائس والأديرة في كافة أنحاء روما وذلك بدعم من البابوات وطبقة الأغنياء وهذا ما أكسبها غنى عمراني ومعماري وفنّي إضافي عمّا كانت عليه سابقاً ولتزيدها رونقاً وجمالاً.
وأصبحت عاصمة إيطاليا الحديثة منذ عام 1871 والتي تم توحيدها على يد البطل الوطني غاريبالدي ودعيت روما المدينة الأبدية, عنوان كسبته كونها أحد أهم وأعظم المدن في الحضارة الغربية, وعاصمة الفن والعمارة, ويطلق عليها المتحف الأثري المكشوف والذي يروي تاريخه لكل الزائرين ويعيش بكل هدوء إلى جانب الحياة المعاصرة من أزياء وموضى وفنون أخرى متنوعة.